الوسواس القهري الديني (بالإنجليزية: Religious OCD, or scrupulosity)، هو واحد من أنواع عديدة من الوسواس القهرية، إلا ان وسواس العقيدة يركز على أفكار و هواجس اتجاه الدين، فيشك المريض في أنه مقصر، او ان صلاته باطلة، او تأتيه أفكار ملحة حول دخوله للجحيم.
 |
| الوسواس القهري الديني-تجربتي مع وسواس العقيدة |
وفي هذا المقالة، سأكتب تجربتي مع مرض وسواس الدين وكيف تغلبت عليه تماما، وسأشرح لك جميع التفاصيل من اعراض، اسباب وحلول حول هذا المرض، ليتسنى لك فهم نفسك وافكارك وإبعاد الوسواس عنك.
كيف اعرف ان عندي وسواس قهري في الدين؟
في بداية مرضي، لم أكن اعلم بان شكي في صلاتي وإعادتها 3مرات على الأقل، دليل على أنى اعاني وسواس في الدين، فقط كنت اتبع أفكاري واطبقها كأمر مسلم به وإلا لن يتوقف هذا الوسواس عن إزعاجي.
ذلك الصوت الذي يخبرني مرارا وتكرارا، بأنني البارحة قد كفرت بالله ونسيت اليوم هذا، او يخبرني بان موتي قريب وان الله غير راض عني.
ولتعرف هل انت تعاني من مرض وسواس العقيدة، فقرأ التالي:
- بعد الانتهاء من الوضوء تشعر أنك أخطأت فيه فتعيده من جديد
- نقص التركيز في الصلاة، هذا يشعرك أنك صلاتك غير كاملة، فتعيدها مرة أخري
- تشك في أنك مؤمن عن حق
- تسمع كلام مقرف وصادم في عقلك عن اوصاف الخالق
وسنتطرق للإعراض بتفصيل في الاسطر القادمة.
تجربتي مع الوسواس القهري الديني
الوسواس القهري الديني دمرني في مرحلة ما من حياتي، فكنت أُصارع كل يوم أفكارًا مُتسلطة مثل:
- أُحاول التركيز على عملي، لكنّ أفكارا مقلقة تباغتني دون سابق إنذار. تطرأ عليّ فكرة مفاجئة: "ماذا لو كفرتُ يومًا ما؟". يسيطر عليّ الخوف، ينتابني شعور بالذنب، أتخيل عذاب الآخرة وبأنني سأموت وانا كافرة بالله.
- أُحاول طرد هذه الأفكار الوسواسية، أردد الشهادتين مرارًا وتكرارًا، أُناشد نفسي: "أنا مسلمة، مؤمنة، لن أكفر أبدا". لكنّ ما فائدة ذلك إن تكررت هذه الأفكار في موقفٍ محرج؟ ماذا لو حدثت أثناء اجتماع هام أو اختبار؟
كنت أسيرة لهذه الأفكار، لا أستطيع التركيز، لا أجد راحة إلا بتنفيذ سلوك قهري ديني:
- كتكرار جملة معينة مثل ان اكرر كملة "لا إله إلا الله" ألف مرة حتى اتبت لوسواسي انني لست بكافرة، أو أقوم بأداء فعل محدد مثل إعادة الصلاة 3 مرت حتى اصدق انني لم اقل شيء خاطئ في الصلاة.
- قد يصيبني اليأس، وأشعر أن الله لا يقبل عبادتي، فما الفائدة من الصلاة إذن؟
- أفكار متسلطة، صراع داخلي، شعور بالذنب، سلوك قهري، يأس من رحمة الله. هذا هو حال من يعاني من الوسواس القهري الديني.
أعراض الوسواس القهري في الدين:
من اعراض الوسواس في الدين التالي:
- الشعور بعدم الإيمان بالله
- الشعور بالإلحاد وعدم الاقتناع بالدين
- سب والشك في الذات الإلهية
- تخيلات ووساوس سيئة حول كتاب الله العظيم
- الشعور بان الصلاة والعبادة غير مقبولة
- أفكار عن ذهاب إلى الجحيم
- تخيلات حول شكل الله
- عند قراءة القران تأتي للمريض أفكار تكذبيه للكلام المقروء
- او تأتي فكرة ان الله غاضب منه وابعده عن رحمته
- الشك في عدم وجود أنبياء إطلاقا
وقد تأتي أيضا للمريض أفكار تكذبيه أثناء قراء القران، وهذا ما يجعله يجد صعوبة في التخلص من هذه الوسواس، لأن القران فيه طمأنينة وانشراح لصدر.
إقرأ ايضا: 3 خطوات مجربة تخلصك من وسواس النظافة نهائيا
الأسباب وسواس الدين:
لا يوجد سبب واحد محدد للوسواس القهري الديني، لكن يعتقد أنه ناتج عن مزيج من العوامل الوراثية والنفسية والبيئية. قد تلعب بعض العوامل دورًا، مثل:
- الاستعداد الوراثي: أظهرت الدراسات أن وجود أفراد من العائلة يعانون من الوسواس القهري يزيد من خطر الإصابة به.
- الصدمات في الطفولة: قد تؤدي التجارب السلبية في الطفولة، مثل الاعتداء أو الإهمال، إلى زيادة خطر الإصابة بالوسواس القهري.
- التنشئة الدينية المتشددة: قد تلعب التنشئة الدينية المتشددة دورًا في تطوير الوسواس القهري الديني، خاصةً إذا كانت تتضمن رسائل قاسية أو مخيفة حول العقوبة الإلهية.
هل الوسواس القهري عقاب من الله؟
من أصعب الابتلاءات التي يمر بها الإنسان هي وسواس قهري في الدين والشك في وجود الله، هناك من يعاني في صمت من هذا المرض لمدة تزيد عن 11 سنة، هناك من يغتسل في اليوم عد مرات لدخول الإسلام عدة مرات، وهذا من شديد سيطرة الوسواس على المريض. اما في خصوص إذا كان هذا الوسواس عقاب من الله، فالإجابة في حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال عن وسواس العقدي هو صريح الدين.
ما حكم مريض الوسواس القهري في الاسلام؟
وسواس القهري في الدين لا يأخذ عليها الانسان ما ذام لم يعمل به، فإن تركها فلا تضره لأن الوسواس من عمل الشيطان، والشيطان للإنسان عدو مبين لابد من مقاومته ومقاومة وسواسه بعدة طرق سنتطرق إليها في الاسطر القادمة.
هل يحاسب الإنسان على الوسواس القهري الديني
لا يوجد نصوص إسلامية تتوعد بمحاسبة لله للمريض على وسواس الضحك على الدين بل بالعكس قد يكون هذا المرض، تكفيرا لجميع ذنوبك، فحمد الله على رحمته بخلقه.
لست مسؤول عن تلك الأفكار لكنك مسؤول عن طريقة تعاملك معها، فعندما يطمئن قلبك لتلك الأفكار وينشرح صدرك فهنا تكون أثم.
لكن في حالتك هذه انت بطبع كاره لذلك الوسواس ورافضا له، إذن فأنت في الطريق الصحيح ولا إثم عليك.
كيف اعالج الوسواس في الدين؟
الوسواس في الدين والعقيدة يتم علاجه في علم النفس بطريقتي:
• العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يركز هذا النوع من العلاج على مساعدة الفرد على تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات السلبية.
• العلاج بالأدوية: يمكن استخدام بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، للمساعدة في تقليل أعراض الوسواس القهري.
• التغييرات في نمط الحياة: يمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة والنوم الكافي، في تحسين أعراض الوسواس القهري.
علاج الوسواس القهري الديني نهائياً
تعالج العديد من مرضى الوسواس القهري في البيت فقط، فهذا ممكن وعن تجربة لأنني، قد تعالجت بدون طبيب، وهذه الطرق التي اتبعتها لعدة أشهر حتى تغلبت على المرض نهائيا:
• التجاهل: تجاهل الأفكار الوسواسية وعدم البحث عن إجابات لها، فهذا يقلل من قوتها ويساعد على اختفائها مع الوقت.
• التحكم في الوسواس: التعامل مع الوسواس بسخرية والاستهزاء به، مع تحدي تلك الأفكار وإثبات أنها لا أساس لها من الصحة.
• حمية الكيتو: اتباع حمية غذائية غنية بالدهون وقليلة الكربوهيدرات، حيث أظهرت الدراسات فاعليتها في تحسين صحة الدماغ وتقليل أعراض الوسواس القهري.
• تناول فيتامين B1: يساعد هذا الفيتامين على تحسين وظائف الدماغ وتقليل أعراض الهذيان واضطراب التركيز.
• قراءة سورة البقرة: هذه السورة العظيمة كانت الحل العلاجي النهائي لوسواس الدين عندي، فبعدة مدة من الاستمرار والالتزام التام بها كل يوم 3 مرات، تشافيت تماما من هذا المرض.
• ممارسة الرياضة والتأمل: تساعد ممارسة الرياضة على تقليل القلق وتحسين المزاج، بينما يساعد التأمل على تهدئة الأعصاب والعقل، وبتالي يقل تدريجيا ذلك الوسواس من رأسك.
ومع ذلك إن شرعت بأنك تحتاج لدعم في هذه الفترة من حياتك، فلا بأس في استشارة طبيب مختص في هذه الحالات.
الخاتمة:
يعد الوسواس القهري في الدين اضطرابًا خطيرًا يمكن أن يؤثر سلبًا على حياة الفرد. لكن مع العلاج المناسب، يمكن للأشخاص المصابين بالوسواس القهري الديني أن يتعلموا كيفية إدارة أعراضهم، التحكم في هذه الوساوس وتجاهلها تماما، ولا يكون التجاهل إلا بالثقة بالله وفي رحمته.
Labels
اضطرابات النفسية